وسط البلد في حلة عصرية

القاهرة : كايروبوست ، سارة سمير

حزن , ضحك , نجاحات , فشل , امل , يأس كلها مشاعر مختلطة تتملكك حينما تتجول في أروقة “وسط البلد” وبين معالمها , يسجل كل شارع و بناية  قصته الخاصة التي خلدها عبر التاريخ ، حيث تطل شاهدة على ثقافة و تاريخ عريق ممتد ، توارثته الأجيال عبر الزمن

لتظل القاهرة العريقة حاضرة في قلب تاريخ مصر ، كما حلم مؤسسها الخديوي إسماعيل بتأسيس عاصمة جديدة عصرية تخطف الأضواء من أوروبا منذ مئات السنين .

واستمراراً للتطوير ومحاولات الحفاظ علي جمال وسط البلد الخلاب ، قامت شركة مصرية شارك في تأسيسها مجموعة من رجال الأعمال ، إحياء المنطقة وترميم عقاراتها لتواصل رواية القصص، ولكن بعض الأحلام قد تكون أصعب من تخيلها.

أشار كريم الشافعي رئيس مجلس إدارة شركة “الإسماعيلية للاستثمار العقاري” ، عن مدي صعوبة التطوير في منطقة “وسط البلد” نظرالطول المدة التي يستغرقها كل عقار لتطويره وترميمه للحفاظ على الشكل الجمالي وتصميمها المعماري الفريد والأصلي ،اضافة ايضا  إلى صعوبة الوصول للملاك الاصليين للعقارات.

استغرقت عمليات البحث وتسوية الأوراق القانونية لإحدى عمارات وسط البلد أكثر من 3 سنوات ، موزعة على أكثر من 130 وريثا، ولعدم القدرة على الوصول إلى كافة الورثة، فشلت إجراءات الاستحواذ على العقار، وهناك  بعض العقارات  وجدنا اصحابها محكوم عليهم بالسجن في سوريا.

و قال الشافعي أن الشركة تستهدف ضم ما بين 50 و70 عمارة لمحفظتها الاستثمارية لتطويرها خلال عام أو عام ونصف وذلك في حالة استقرار الأوضاع الاقتصادية وتوافر التمويل الكافي للشركة.

وقدر حجم استثمارات الشركة خلال العام الجاري بنحو 120 مليون جنيه، ارتفاعاً من 100 مليون جنيه العام الماضي، والتي تشمل شراء العمارات التاريخية القديمة، وعمليات الترميم لمحفظتها الحالية.

فيما حققت الشركة إيرادات متكررة من الإيجار بلغت 70 مليون جنيه خلال عام 2023، وتستهدف نحو 110 ملايين في عام 2024، بحسب الشافعي.

وأوضح أن القيمة الاستثمارية لأصول الشركة تتراوح تقديراتها بين 2 و3 مليارات جنيه، كما بلغ رأسمال الشركة 485 مليون جنيه، فيما يخطط مجلس الإدارة حالياً لزيادة رأس المال. وصرح” بدأنا بتطوير عقار “لافينواز” بشارع شامبليون كأول مبنى تاريخي متعدد الاستخدامات في القاهرة، ليؤسس معايير عالمية جديدة في الاستدامة، مروراً بمشروع “القنصلية الفرنسية”. كما تم تجديد ممر سينما راديو وافتتاحه ليصبح معرض دائم لكل الفنانين لعقد أي فعاليات فنية ويتضمن جزءاً رقمياً، وأخر مفتوح، وجزء مغطى وهو مشروع غير تجاري، ولكنه وجهة للفن في وسط البلد

 يذكر ان شركة الاسماعيلية مملوكة لمجموعة من رجال الاعمال ،ويضم مجلس الادارة (كريم الشافعي رئيس مجلس الادارة ، المهندس علاء الدين سابا ، المهندس حازم بركات ، المهندس سميح ساويرس ، المهندس عمار الخضيري ، كريم سعادة ، ايمان حسين )

تأسست شركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري في عام 2008، إحياء الهوية المصرية من خلال استعادة تراث وسط البلد الذي بناه الخديوي إسماعيل منذ 150 عام ،وهي الشركة الوحيدة المتخصصة في ترميم المباني التراثية في وسط البلد

كما شاركت في اطلاق مبادرة تحت اسم وسط المدينة باللون الاخضر بهدف اعادة تدوير 3240من الاكياس البلاستيك لاستغلالها في التصميمات، كما تم التعون مع معر المشربية

:اعمال التطوير الذي قامت به الشركة

الشوربجي

يطل المبنى على ثلاث واجهات هي  شارع عدلي، شارع محمد فريد،  شارع عبد الخالق ثروت.

 وقد تم الانتهاء من بناء مبنى ديفيس برايان و هو اسم المبني قديما في عام ١٩١٠ من قبل المهندس المعماري الويلزي روبرت ويليامز ليعكس تصميمه فترة الهندسة المعمارية التي تعود إلى العصور الوسطى في ويلز. المبنى مكون من ٥ طوابق مدخلين رئيسيين خشبيين من الطراز الاسلامي على شارع عدلي ومحمد فريد، بالإضافة إلى مدخل ثانوي على شارع عبد الخالق ثروت، ويغطي الطوب الأحمر واجهة المبنى

في عام ١٩٤٧، استحوذ الاخوة شوربجي على المبنى، حيث تم تخصيص الطابق الأرضي للمحلات التجارية ومن بينها متجر “حلاوة” الذي لا يزال قائماً

تم شراء المبني في 2008 و بدأت أعمال تجديد الواجهة في عام2015

33شارع شريف

وهو يمثل أفضل ما في الطراز المعماري النيو باروك. تم بنائه في عام ١٩١٣ بواجهة بزاوية ٤٥ درجة تطل على شارع عبد الخالق ثروت وشارع شريف. يتكون المبنى التاريخي من خمسة طوابق واسعة وسطح.

حصلت الشركة علي المبنى في عام ٢٠١٠ وقامت بتجديده في عام ٢٠١٦ بهدف توفير وحدات سكنية وتجارية في المبنى ذاته. قامت الإسماعيلية بتأجير المحلات التجارية لسلاسل مصرفية بارزة مثل؛ CIB ، EG Bank و NBG ، وفي عام ٢٠١٨، افتتح مقهى لا بوار فرعه

الأول في وسط القاهرة

سينما راديو

يقع مجمع سينما راديو في ٢٤ شارع طلعت حرب، تم تسمية المبنى علي اسم قاعة موسيقى راديو سيتي الشهيرة. و قد قام بتصميم المبنى ماكس ايدري بالمشاركة مع الأرمينيين جارو باليان وفيكتور سلامة وكان لهم مكتب في ملحق مكاتب السينما.

تم تصميم مجمع السينما في الأصل عام 1932 لاستضافة قاعة واحدة كبيرة تحوي أكبر شاشة عرض بالقاهرة. وفي السبعينيات ، في ظل المشاكل المالية الصعبة ، تم تخصيص السينما إلى قسمين: قاعة سينما ومسرح

, وشهد المسرح غناء ” الي عرفات الله ” لاول مرة من ام كلثوم في 6 ديسمبر في 1951.

ضمت الواجهة الأمامية و الممر لسينما راديو مجموعة كبيرة من المتاجر المعروفة، مثل متجر الممثلة المصرية سميرة أحمد “جلجلة” و الشركة المصرية للأغذية “بسكو مصر”.

واشترت الاسماعيلية للاستثمار المبني في  2009، و أعادت مسرحها إلى الحياة في عام 2011 مع برنامج “البرنامج” لباسم يوسف و البرنامج الشهير “أبلة فاهيتا”.

ما هو تحت الانشاء

تمارا

يقع المبنى في ١٧ شارع جواد حسني، وتم بناء مبنى عبد العزيز رضوان بك (المعروف تجاريا باسم تمارا) لأول مرة في عام ١٩١٠ على طراز عمارة عصر النهضة الحديث من ٣ طوابق, في عام ١٩١٢ تم إضافة طابقين إضافيين إلى المبنى

كان المالك الأصلي للمبنى هو بنك مصر وفي عام ١٩١٩ ثم تحولت الملكية إلى ايميلي جاليكا  ثم تم شراء العقار من قبل عبد العزيز رضوان بك في عام ١٩٢٥.

تم شراء المبني من قبل الشركة في ٢٠٠٩، واستضافت أول مهرجان للتصوير الفوتوغرافي في مصر بالتعاون مع فوتوبيا التي قدمت مجموعة واسعة من ورش العمل في التصوير الفوتوغرافي والفيديو والسينمائي من قبل خبراء في مصر والمنطقة.

و تعمل الشركة حاليا علي إحياء مبنى تمارا كمشروع متعدد الاستخدامات، و افتتاحة في فبراير الحالي تزامنا مع اسبوع القاهرة للتصميم , ويتكون من ثلاثة طوابق من المكاتب الأساسية من الدرجة الأولى ، و 13 موقع تجاري.

كافية ريش

٢٩ شارع هدى شعراوي، وتم تشييده في عام ١٩٠٨ تحت اسم آخر.

 يتألف المبنى من خمسة طوابق ومساحة تجارية,

في عام ١٩١٤، اشترى الفرنسي هنري ريسين المبنى، وأعطاه اسمه الحالي، ثم تم بيعه لاحقًا لليوناني مايكل نيكابوليتس، الذي الحق مسرحًا للعروض الفنية بالمقهى. في عام ١٩٤٢، باعه إلى جورج باسيل افايانوس، الذي أضاف مطعمًا عالميًا للمكان.

أخيرًا، في عام ١٩٦٢ ، باعه لعبد الملك ميخائيل صليب الذي أصبح أول مصري يمتلك مقهى ريش.

تعمل الشركة علي ان يقدم المبنى أول شقق استوديو في وسط القاهرة، سيتم تخصيص الطوابق الأربعة الأولى للاستوديوهات السكنية، في حين أن الطابق الخامس سيكون بمثابة فندق متصل بسطح المبنى لاستضافة مطعم الفندق وأماكن تناول الطعام الأخرى.