مايو 3, 2024

أسئلة حول معركة “الفراشات” الإيرانية

يطرحها ويجيب عليها أشرف جابر
– رئيس تحرير مجلة كايروبوست

مايتردد منذ سنوات عن أن إيران واسرائيل أشبه بحبيبين، لا يستطيعان إعلان قصتهما على الملأ، ولا ضير في أن يفتعل الحبيبان “خناقة” من وقت لآخر، على سبيل نفي العلاقة، يبدو أنه قد تأكد من خلال العملية العسكرية الإيرانية “اللطيفة” التي شهدناها في سهرة مساء 13 أبريل وحتى فجر 14 أبريل!

قبيل بدء العملية بدقائق، أطلقت إيران بيانات رسمية عبر قنواتها وصحفها الرسمية، تعلن عن انطلاق المُسيَّرات لـ”معاقبة الشرير”، حسب تغريدة نشرها علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني. مواكبة لتنبيهات دقيقة قبل كل رشقة صواريخ، وكان أغربها على الإطلاق، حين بثت وسائل الإعلام الإيرانية بيانا عاجلاً: أطلقنا دفعة من صواريخ كروز، ومن المتوقع أن تضرب أهدافها في “إسرائيل” بعد 12 دقيقة!

وقد طرحت العملية الإيرانية الكثير من الأسئلة حول جدواها، أوجز أهمها في السطور التالية:

–        حسناً، هل ستضرب إسرائيل، إيران؟

غالباً، ستضرب سوريا!!

–        ماذا استفادت غزة أو القضية الفلسطينية من الغزوة الإيرانية؟

لا شئ! مجرد تشويش وتشتيت الانتباه عن الموضوع الأساسي لحدوتة استعراضية خايبة.

–        هل ردت إيران اعتبارها ولقنت “العدو” درساً للتاريخ وانتقمت لأرواح رجالها ومن بينهم قاسم سليماني وقصف مقر بعثتها الدبلوماسية في دمشق؟

لا، كل خسائر الكيان الـصهـيوني: طفل جريح، تم نقله للمستشفى في حالة خطرة؟

–        هل شكلت الضربة استعراضاً للقدرات العسكرية الإيرانية المتقدمة؟

أطلقت إيران أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيرة، تم التقاطها بالكامل (باستثناء 3-4) وتحويلها لرماد في الجو أما شاشات التلفزيون.. صواريخ المقاومة تأثيرها أكبر بمراحل.

–        كيف يمكن وصف العملية العسكرية الإيرانية ضد اسرائيل؟

تمرين خفيف لمنظومة القبة الحديدة الاسرائيلية، نجحت فيه إيران في إقناع كل من يفكر في التعرض لإسرائيل بأن لديهم منظومة دفاع قوية، قادرة صد الصواريخ بنسبة تقترب من الـ100%!

–        طيب، هل خسرت اسرائيل المزيد من سمعتها المعطوبة أصلا، بعد حرب “الفراشات” الإيرانية؟

بالعكس، استعاد نتنياهو بعض الدعم على المستويين الداخلي والخارجي، وأعربت دول عديدة عن استعدادها لفعل أي شئ، يمكن أن يخدم إسرائيل! حتى أن ترامب، قام من “مرقده” وغرد “لو كنت رئيساً لأمريكا، لما تعرضت اسرائيل للهجمات الإيرانية”!

كما أن مجلس الأمن، الذي يعاني عوراً مزمناً، سيدين بالتأكيد إيران، وسيتبارى ممثلو الدول الكبرى في الإعراب عن المزيد من الدعم

لإسرائيل..

المحصلة الحقيقية لتلك الضربات اللطيفة، أنها تمثل قبلة حياة وطوق نجاة مؤكد لنتنياهو ونظامه السياسي المجرم، وإضرام المزيد من نيران الفوضى في المنطقة والإضرار بأمن وسيادة المزيد من الدول.

كما تؤكد العملية الإيرانية، أن مصير المنطقة العربية، والأوسع قليلا “الشرق الأوسط” لا يمكن أن يبقى رهينة المتطرفين في إيران وإسرائيل، فكلا النظامين، لا يؤمنان ولا يلتزمان بالقانون الدولي، ولا يحترمان الحدود وسيادة الدول، وكلا النظامين لديهما سياسات وخطط توسعية للاستيلاء على أراضي الغير، حيث تمتلك كل من إيران وإسرائيل أحلاماً إمبراطورية تسعيان لتحقيقها سواء بالاستيلاء على أراضي دول مجاورة، أو بإضعاف تلك الدول وخنقها بالتوترات والتحديات بشكل دائم، حيث يعيش قادة طهران وتل أبيب على الفوضى وإغراق المنطقة في ديلمة استنزاف لمواردها الاقتصادية، والاعتداء على سيادة الدول وتحويلها لأرض محروقة.

العالم الآن، وبالتعاون مع الدول الرئيسية والمعنية في المنطقة خاصة مصر، السعودية، الأردن، لبنان، سوريا، والعراق، أمام مناسبة تاريخية للاتجاه نحو سياق عادل لتسوية القضية الفلسطينية، وفرض قيام دولة فلسطينية مستقلة، ووضع آلية لتحقيق الأمن والتنمية، ولجم جموح المتطرفين في تل أبيب وطهران.

اترك تعليقاً