مايو 10, 2024

عودة المتحف الروماني بالإسكندرية بعد غياب 18 عاما

الإسكندرية: كايروبوست، رشا محمود

بعد فترة غياب استمرت 18 عاما، افتتح المتحف اليوناني الروماني أبوابه من جديد، ليفاجيء الزائرين بعرض متحفي جديد وتطوير ملحوظ، وسط إقبال شديد من جمهور الإسكندرية.

ويعتبر المتحف اليوناني الروماني عنصر جذب أساسي للسياحة الداخلية والخارجية لمدينة الإسكندرية -عروس البحر المتوسط- ولهذا اهتمت الدولة بإعادة ترميم وتطوير المتحف في إطار خطة شاملة لترميم وتطوير المواقع الأثرية .

 تم إنشاء المتحف إلى عام 1891 وتم افتتاحه عام 1895 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، صمم المبنى المهندسان الألماني “أم. ديتريش” والهولندي “ليون ستينون” على طراز المبانى الإغريقية السائد في الإسكندرية بين القرنين الثالث قبل الميلاد إلى الثالث الميلادى. وهي الفترة التي ازدهرت فيها الإسكندرية. وكان عدد قاعاته، وقتها، حوالي 11 قاعة، وأكثر من ثلاثة آلاف قطعة أثرية .

ونتيجة للنشاط الأثرى وصل عدد القاعات سنة 1899 إلى 16 قاعة، وفى شهر سبتمبر عام 2005 جاء قرار الغلق نتيجة تهالك الأسقف .

قال الدكتور علي ضاحي، رئيس الإدارة المركزية لشئون المتاحف بوزارة السياحة والآثار، إن العرض المتحفي بالمتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية، يتميز بعرض تاريخي لما قبل الإسكندر الأكبر ثم عصر الإسكندر ثم الحياة، والحياة الدنيوية، فتم وضع قطع تتناول المسرح والرياضة. ويحتوي المتحف على نموذج معبد التمساح الأثري الذي تم نقله من حديقة المتحف وتركيبه بالداخل.

كما يعرض المتحف الفلسفة والمسرح والموسيقى والحياة الآخرة عند الرومان. ثم تنتهي بالفترة البيزنطية وعرض بازيليكا ( كنيسة قديمة ) لأول مرة في متاحف مصر.

ويعرض المتحف ما يقرب من 20 ألف قطعة أثرية ترجع للعصور اليونانية والرومانية.

ويأتي مشروع تطوير وترميم المتحف اليوناني والروماني بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة طبقا لبروتوكول التعاون الموقع بين وزارة السياحة والآثار والهيئة فى شهر أبريل عام 2017م، لتطوير وترميم 8 مواقع أثرية من بينها المتحف اليوناني الرومانى، والذي بدأت  فيه أعمال التطوير والترميم في فبراير 2018 وذلك بالتنسيق مع المسئولين من الإدارة الهندسية بقطاع المشروعات لمتابعة الخطوات الخاصة بالعملية الإنشائية أولا بأول، حيث وصلت نسبة تنفيذ الأعمال بالمشروع إلى أكثر من 85 % من إجمالي الأعمال.

وحتى الآن تم الانتهاء بالكامل من التدعيم الإنشائي لمبنى المتحف والهيكل المعدني، بالإضافة إلى أعمال  تدعيم العناصر الإنشائية للدور الأرضي، وأعمال التشطيبات المعمارية للمبنى الإداري الملحق بالمتحف، وقاعات العرض المتحفي، ونظم الإضاءة وأعمدة الواجهات، وأعمال تركيب شبكة الصرف والتغذية وأعمال الخرسانات للنافورة، وتنفيذ أعمال الترميم الدقيق للبوابة الرئيسية للمتحف والحوائط الحجرية والأسوار الخارجية وأعمال التشطيبات النهائية لبعض قاعات العرض المتحفي.

ويهدف مشروع ترميم وتطوير المتحف اليوناني الروماني إلى تعزيز الرسالة العلمية والثقافية التنويرية للمتحف، والذي يعد واحدٍ من أهم وأقدم المعالم السياحية والأثرية المتخصصة في الحضارة اليونانية الرومانية بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بمدينة الإسكندرية،  فهو يتمركز في أقدم الشوارع الأثرية الرئيسية لمدينة الإسكندرية، عروس البحر المتوسط وحلقة الوصل بين اليونان ومصر قديما. وسيتم الاحتفاظ بواجهة المتحف الأصلية الكلاسيكية الطابع للتعبير عن الفترة اليونانية المليئة باتجاهات فكرية مختلفة، والتي تعايشت بجانب بعضها البعض.