تقرير AVCA إيجابي حول رأس المال المخاطر في أفريقيا
كايرو بوست: متابعات
نشرت جمعية الاستثمار المباشر الأفريقية (AVCA) تقريرها لعام 2022 حول رأس المال المخاطر في أفريقيا، وما يتعلق بحجم الصفقات والقيمة ومراحل الاستثمار، مع الإشارة لمدى مرونة هذا المجال في ظل حالة عدم اليقين العالمية.
ويشير التقرير إلى استمرار ثقة المستثمرين في المنطقة حيث يأتي أكثر من ثلاثة أرباع تمويل أفريقيا من المستثمرين الأجانب، المؤلفة في المقام الأول من مديري صناديق وشركات استثمارية من الخارج.
أشار التقرير الي استمرار تدفق الاستثمار المباشر في دفع وتيرة النمو الاقتصادي وتحقيق الشمول المالي في قارة أفريقيا مقارنة بالعام الماضي الذي أظهر أداء قوي لنشاط رأس المال الخاطر. ويقدم التقرير نظرة شاملة على البيئة الابتكارية في أفريقيا، لما يوفره من معلومات دقيقة ومهمة عن المناطق الإقليمية الفرعية، البلدان، والقطاعات التي رسخت المكانة العالية لأفريقيا كمنطقة محفزة لرأس المال المخاطر على المستوى العالمي، ولاسيما الأهمية المتزايدة للاستثمار في مراحل مبكرة في القارة، بالرغم من تأثير جائحة كورونا الذي أصاب المشهد العالمي بهزة كبيرة في تمويل المشاريع الناشئة، حيث تقلص بنسبة 32٪ من 681 مليون دولار أمريكي تم استثمارها في 2021.
وفي هذا السياق، علقت آبي مصطفى-مادواكور، الرئيسة التنفيذية لجمعية الاستثمار المباشر الأفريقية AVCA، قائلةً: “تشكل مواجهة تأثيرات جائحة كوفيد-19 والتحديات الاقتصادية العالمية تذكيرًا بفرص الاستثمار عالية الجودة على القارة الأفريقية. على الرغم من انخفاض معدل تواجد المستثمرين المؤثرين في العام الماضي، كما شاهدنا عالمياً، إلا أن خلق هذه الفرص الاستثمارية ما زال يتحقق في أفريقيا من خلال سوق أكثر ترابطاً، لما يقدمه من حلول تقنية تبدأ من مجالات الرعاية الصحية إلى التعليم. يقوم رواد الأعمال المبدعين والتوجيه الفعال لرأس المال بتغير جذري لهذا القطاع، في حين تستمر صناعة رأس المال المخاطر في خلق فرص استثمارية طويلة الأجل للصناعات والمجتمعات الأفريقية لإعادة تشكيل المستقبل”.
وأفاد تقرير جمعية الاستثمار المباشر الأفريقية (AVCA)، أنه على الرغم من التوجه الحذر نحو استثمارات رؤوس الأموال في جميع أنحاء العالم، إلا أن التزامات رأس المال في أفريقيا ظلت قوية. بالمقارنة مع آسيا، فإن النمو السنوي في حجم الصفقات في أفريقيا بلغ 21%، مما يمثل ثلاثة أضعاف ما سجلته في آسيا (7%)، الي أن الأخيرة هي الإقليم الوحيد الذي سجل نموًا سنويًا إيجابيًا في حجم الصفقات. وبنظرة أشمل، يوضح الانخفاض البسيط بنسبة واحدة في قيمة الصفقات في أفريقيا من العام السابق عن كيفية تأثير الإقليم بشكل كبير بسلوك المستثمرين الذين يفضلون تجنب المخاطر، والتي شهدته الأسواق الأخرى في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى تقلص في تمويل الشركات الناشئة.
بلغ سوق تمويل المشاريع في أفريقيا قيمة 6.5 مليار دولار أمريكي من خلال إتمام 853 صفقة، بما في ذلك قروض رأس المال الاستثماري بقيمة 1.3 مليار دولار أمريكي. وقد حظيت المشاريع الابتكارية بتمويل رأس المال الاستثماري، حيث بلغت الاستثمارات في المرحلة الأولية (المرحلة الأولى من الاستثمار) غالبية نشاط صفقات رأس المال المخاطر في القارة وأظهرت أعلى معدل نمو سنوي. وزاد حجم الصفقات الاستثمارية في المراحل المبكرة بنسبة 25% بين عامي 2021 و2022، مما زاد قيمة الصفقات المتوسطة إلى 10 ملايين دولار أمريكي، وهي الأعلى عالميًا، وتجاوزت شمال أمريكا وآسيا في هذا المجال وأدركت الفارق مع أوروبا، مما يدل على التوجه السريع لأفريقيا نحو النمو.
استحوذت منطقة غرب أفريقيا على 235 صفقة من بين 786 صفقة رأس المال المخاطر، وتعد هذه المرة الثانية التي تحصل المنطقة على أعلى حجم من الصفقات عبر القارة، تليها شمال أفريقيا (178) وشرق أفريقيا (168). قادت شمال أفريقيا الصفقات على مستوى القارة بقيمة 1.1 مليار دولار، في حين جذبت شرق أفريقيا 899 مليون دولار وتمكنت غرب أفريقيا من استقطاب تدفقات نقدية بقيمة 843 مليون دولار. ولا تزال اقتصادات قوية مثل نيجيريا ومصر وجنوب إفريقيا وكينيا هي المواقع الأكثر جاذبية لاستثمارات رأس المال المخاطر، حيث تشكل 64٪ من حجم الصفقات و51٪ من قيمة الصفقات المجمعة.
وتبرز أهمية شمال أفريقيا في نظام رأس المال المخاطر من خلال معدل نمو سنوي مركب يبلغ 57٪ في حجم الاستثمارات و120٪ من قيمة الاستثمار بين عامي 2017 و2022. وجاءت مصر في المرتبة الأولى لهذا النمو وبعدها المغرب وتونس. شهدت هذه الدول ثلاثين صفقة بقيمة 798.5 مليون دولار، حيث سيطرت القطاعات التكنولوجية والاستهلاكية والصناعية على هذه الصفقات.
تعد الخدمات المالية (31٪) وتكنولوجيا المعلومات (15٪) وتوفير احتياجات للمستهلكين (15٪) هي القطاعات الثلاثة الأكثر نشاطًا حسب الحجم للعام الثالث على التوالي في عام 2022، مما يؤكد كونها المجالات النشطة للنمو. ويعكس هذا النمو المهيمن تطور ديمغرافية إفريقيا وتحسين طرق الاتصال وتغير طبيعة استهلاك الأفراد في أفريقيا. بفضل الخدمات التي تعتمد على التكنولوجيا، فإن المنتجات الجديدة والتجار يصلون إلى شرائح ديموغرافية جديدة، لاسيما العمال الشباب الذين يتمتعون بالمهارات في قطاع التكنولوجيا ويعملون في المدن.
وذكر التقرير أن فرص السوق المقدرة بـ 300 مليون أفريقي في المصرفية الرقمية تشير إلى سيطرة قطاع الخدمات المالية. كما أن الحلول الأكثر تخصيصًا وتحسين الوصول تعمل على تحفيز النشاط الاستثماري في هذا القطاع، الذي يقدر بقيمة 2.2 مليار دولار في عام 2022. وتقدر التقنيات التكنولوجية والخدمات التجارية مثل البرامج التي تحسن إدارة الموارد البشرية بقيمة 819 مليون دولار. ويجسد الاستثمار في هذه المجالات مكانة إفريقيا كمنطقة ذات اهتمام وابتكار وتقديم خدمات عالمية المستوى.
